ميلانو، أو ميلان بالإيطالية، هي ثاني أكبر مدينة في إيطاليا من حيث عدد السكان بعد العاصمة روما، وتعتبر عاصمة إقليم لومبارديا. يبلغ عدد سكان المدينة أكثر من 1.3 مليون نسمة، بينما يصل عدد سكان منطقتها الحضرية إلى حوالي 5.2 مليون نسمة، مما يجعلها واحدة من أكبر المناطق الحضرية في الاتحاد الأوروبي، حيث تشكل جزءًا من منطقة معروفة بـ “الموزة الزرقاء”، التي تمتاز بكثافة سكانية وصناعية عالية.
تأسست ميلانو في الأصل على يد إحدى شعوب السلت، قبل أن تغزوها الرومان وتصبح عاصمة للإمبراطورية الرومانية الغربية. خلال العصور الوسطى، ازدهرت المدينة كمركز تجاري ومالي، وتعرضت للعديد من الغزوات عبر التاريخ، من قبل الفرنسيين والإسبان والنمساويين، قبل أن تنضم أخيرًا إلى مملكة إيطاليا الحديثة في عام 1859.
شكلت ميلانو مركزًا اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا هامًا خلال القرن العشرين، حيث قادت عملية إعادة الإعمار للأمة الإيطالية بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت مركزًا لحركة المقاومة ضد النازية.
تمتاز ميلانو بطفرة اقتصادية طويلة الأمد بعد الحرب، مما جذب أعدادًا كبيرة من المهاجرين، سواء من الأرياف الإيطالية أو من خارج البلاد، حيث أصبحت موطنًا لأكثر من سدس سكانها من المهاجرين.
تعتبر ميلانو المركز الصناعي والتجاري والمالي الرئيس في إيطاليا، حيث تضم بورصة إيطاليا ومقرات أكبر البنوك والشركات الوطنية. بفضل معالمها السياحية الهامة مثل كاتدرائية ميلانو، ومتاحفها، ومسارحها، تجذب المدينة حوالي مليوني زائر سنويًا. وبالإضافة إلى ذلك، تضم ميلانو عددًا كبيرًا من المؤسسات الثقافية والجامعات، حيث كان هناك حوالي 185,000 طالب مسجل في العام 2011.
تُعتبر ميلانو واحدة من أبرز عواصم الموضة والتصميم على مستوى العالم، حيث تستضيف العديد من الأحداث والمهرجانات العالمية مثل أسبوع الموضة ومعرض الأثاث، بالإضافة إلى معرض إكسبو الدولي الذي استضافته المدينة في عام 2015. وفي مجال الرياضة، تعتبر ميلانو مقرًا لناديي كرة القدم الشهيرين إيه سي ميلان وإنتر ميلان.
